الحكومة عرضت برنامج عملها أمام مجلس الأمة:
العجز قد يصل إلى 60 مليار دينار.. من دون الإصلاح المالي

الحكومة عرضت برنامج عملها أمام مجلس الأمة: العجز قد يصل إلى 60 مليار دينار.. من دون الإصلاح المالي


ناقش مجلس الأمة في جلسته التكميلية برنامج عمل الحكومة للفصل التشريعي السادس عشر للسنوات (2022/2021 – 2025/2024).

وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط وزير الكهرباء والماء محمد الفارس إن «الحكومة جاهزه لتقديم برنامج عملها، ونطلب السماح بدخول الفريق المساند»، ووافق المجلس على الطلب.

ثم تحدث الفارس قائلا: «إن رؤية 2035 التي تتبناها دولة الكويت مستمرة في تحقيق المستهدفات وما تضمنه النطق السامي»، مشيرا إلى ان «نجاح الإصلاح الشامل يتطلب وعيا ومسؤولية وتعاونا بين المجلس والحكومة».

وأضاف: «إن توجيهات صاحب السمو بإقامة حوار بين السلطتين وما انتهى إليه الحوار ومناشدة أعضاء المجلس لصاحب السمو بطلب العفو وتكليف سموه رؤساء السلطات بوضع الآليات وتفضل سموه بالمكرمة السامية، من شأنها خلق الأجواء الإيجابية بين المجلسين وتوحيد الجهود لتحقيق ما يتطلع له أهل الكويت من برنامج عمل.. وعليه جاء برنامج ليؤكد حرص الحكومة على اتخاذ التدابير كافة للتنمية الاجتماعية التي تحقق الرخاء، رغم التحديات الصحية للجائحة وخطورة سلالتها وتقلب أسعار النفط وتباطؤ التعافي التي ألقت بظلالها على الاقتصاد الوطني».

وأوضح الفارس أن برنامج عمل الحكومة يتضمن 4 محاور: تنفيذ برنامج الاصلاح الاقتصادي، إعادة هيكلة القطاع العام، تطوير رأس المال البشري وتحسين البنية البشرية والطاقات المتجددة.

وقدم الفارس عرضا مرئيا لبرنامج عمل الحكومة، مبينا ان «الكويت لديها مقومات أساسية وبرنامج عمل الحكومة هو خارطة طريق»، وهي مقومات (السمعة الدولية – مقومات اجتماعية – مقومات مؤسسية – مقومات طبيعية – مقومات جغرافية).

ولفت الوزير الفارس إلى أن «هناك تحديات رئيسية تمت الإشارة إليها في النطق السامي»، مشيرا إلى أن محاور برنامج عمل الحكومة بينت الاختلالات وهي:

1- اختلالات هيكلية في الاقتصاد الوطني والمالية العامة:

العجز المتراكم في الميزانية العامة للدولة خلال السنوات الخمس المقبلة من دون الإصلاح المالي، من المتوقع أن يصل بين 45 و60 مليار دينار.

2- انخفاض إنتاجية القطاع العام ومنها:

ارتفاع مستوى مشاركة الحكومة في تقديم الخدمات مما يحول دون مشاركة القطاع الخاص في الانشطة الاقتصادية

3 -ضعف الرأس المال البشري ومنه: تدني جودة التعليم حيث أن مستوى خريج الصف الثاني عشر يكفي مستوى خريج الصف السابع في دول مقاربة الدخل مع الكويت.

4- تدني كفاءة البنية التحتية وعدم التناغم بينها.

من جهة ثانية، أكد الفارس أن «استدامة الأمان الاجتماعية» وضع شعارا لبرنامج عمل الحكومة ليؤكد الاستدامة التي تصب في مصلحة المواطن وتهدف لرفع جودة معيشته.

وأشار إلى أن هناك 11 ركيزة بـ86 مبادرة، منها: جودة التعليم 5 مبادرات، وسوق العمل 7 مبادرات والرعاية الصحية 5 مبادرات.

وعرض الفارس مرجعيات برنامج عمل الحكومة ومنها سياسات الخطة الإنمائية. واستعرض محور برنامج الإصلاح الاقتصادي في مبادرة تأسيس مناطق اقتصادية ومنها منطقة العبدلي الاقتصادية، حيث عرض المسؤول عنها وهي هيئة تشجيع الاستثمار والوقت المحدد للمبادرة وخطوات التنفيذ.

من جانبه، قال وزير المالية عبدالوهاب الرشيد إن الكويت في المركز الـ 46 فيما يتعلق بالحكومة الإلكترونية ونتطلع إلى أن نصبح في المركز الـ 30، وهناك 72 ألف موظف في القطاع الخاص نتطلع لرفع عددهم إلى 100 ألف في عام 2025.

وتابع: المحفز الأساسي لأي إصلاح جذري هو توفير الأراضي ونتطلع إلى إصلاحات في بند الدعوم وتمويل برنامج الإسكان.

وأشار إلى أن سعر برميل النفط هو معيارنا وسعر التعادل في الميزانية ما يقارب 90 دولارا ونطمح لتخفيضه إلى 70 دولارا.

بدورها، قالت رئيسة ديوان الخدمة المدنية مريم العقيل إنه «يجب الاعتماد على القطاع الخاص وتغيير دور الحكومة من المشغل إلى المنظم»، لافة إلى انه «من مرتكزات برنامج عمل الحكومة تطوير الهيكل الإداري وتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد».

وقالت: «على الحكومة النظر في خدماتها وتطويرها مثل الصحة والتعليم وبقية المؤسسات، ونحن نحتاج أن تتسم الخدمات الحكومية بالمرنة وأن يكون هناك خدمات مميزة تقدم من الحكومة مع تغيير السياسات وإعادة النظر في الهياكل التنظيمية، ويكون التشغيل من شركات عامة وخاصة تفاديا للتشابك الذي تعيشه الحكومة حاليا».

وأضافت: «عمل الشركات الخاصة مع الحكومة يخلق فرصا وظيفية للمواطنين الأمر الذي يوجد اقتصادا متنوعا وديمومة لموارد من اقتصاد غير نفطي».

من جانبه، قال وزير التربية علي المضف إن برنامج عمل الحكومة يتضمن تطوير المناهج الدراسية لتسهم في تكوين رأسمال بشري فاعل وفق سوق العمل وتحسين جودة المخرجات.

بدوره، تحدث أمين عام المجلس الأعلى للتخطيط عن ان «برنامج صناع العمل يقدم الشباب الكويتي للقطاع الخاص»، ولفت إلى أهمية «معالجة النقص في سوق العمل بالنسبة لبعض المهن ومنها التمريض». كما تطرق إلى مبادرة لتغيير أسلوب الحياة وجعلها أكثر صحية من خلال برنامج «ملاعبنا».

وأضاف: «إن برنامج عمل الحكومة يتضمن التركيز على تمكين المرأة اقتصاديا وفي ريادة الأعمال سيما وأن نسبة شغل المرأة للمناصب القيادية لا تتجاوز 21 في المئة، وكذلك تمكين ذوي الإعاقة في سوق العمل والمجتمع والمشاريع الصغيرة والمتوسطة».

من جهتها، قالت وزيرة البلدية والاتصالات رنا الفارس: إن من ركائز برنامج عمل الحكومة تحسين مؤشر البنية التحتية ومؤشر الحصول على الكهرباء وجودة إنتاجها، لافتة إلى ان الكويت تمتلك من الموارد البشرية والمالية ما يمكنها من تحسين ترتيبها في المنافسات الدولية.

وقالت: «التمويل مستمر في مشاريع التنمية وسنوقف الهدر في المشاريع التي لا تكون لها عوائد اقتصادية واجتماعية».

من جهته، قال وزير النفط محمد الفارس إننا «مقبلون في الكويت على زيادة إنتاج الغاز سواء في الآبار النفطية الحالية أو الآبار البحرية في المرحلة المقبلة».

وأضاف: «القوانين والتشريعات المتعلقة بالمبادرات موجودة وسوف تتم متابعتها من قبل الوزراء المعنيين، وإعادة النظر في بعضها وتطويرها»، مشيرا إلى وجود أفكار جديدة مع الوزراء الجدد حيث يعطى الوزير المعني فرصة لإعادة النظر في المبادرات.

وأكد الفارس أن «برنامج عمل الحكومة هو وثيقة حية وقد تتغير مع الزمن، لأنه بعد تفعليها قد يرى بعض المسؤولين تغييرها».

وعقب انتهاء عرض برنامج عمل الحكومة، قال النائب صيفي الصيفي: لا تستقيم رؤية دون جدول زمني أو تشريعات.. 26 صفحة وميزانية بـ 100 مليار دينار قدمتها الحكومة للمجلس حتى يقال: «قدم برنامج.. لا أحد يستجوب رئيس الحكومة».

وتابع: “الفرق بينا و بين دول الخليج مثل الفرق بين تلفون نوكيا “بو ليت” والآيفون.. لا أرى بوادر للتقدم و لو حققتم 10 في المئة من هذا البرنامج تكونون أبطالا ونرفع لكم العقل «ما عندكم تشريعات ولا عارفين وين رايحين ولا وين جايين»”

«إعفاء السكنية من الرقابة المسبقة»

واستكمل مجلس الأمة بنود جدول الأعمال، وذلك عقب مناقشة التصويت على طلب طرح الثقة بوزير الأشغال والتي انتهت بتجديد الثقة بالوزير علي الموسى. وأقر المجلس بعد مناقشة كان قد بدأها أمس بشأن تقرير لجنة شؤون الإسكان البرلمانية بشأن تجديد إعفاء المؤسسة العامة للرعاية السكنية من الرقابة المسبقة مدة 5 سنوات، بعد الموافقة على مشروع القانون في مداولتين.

وقال رئيس لجنة شؤون الإسكان البرلمانية النائب فايز الجمهور “أشكر المجلس على سرعة الإنجاز، وأطالب وزير الإسكان والمؤسسة بسرعة الإنجاز وقد انتفى العذر للمؤسسة..

وأصبح القرار اليوم قرار المؤسسة فقط في إقامة المشاريع”.

بدوره، قال وزير الإسكان مبارك العرو: «هذا القانون سيساعدنا على إنجاز المشاريع في أسرع وقت.. وسنزيد الدفعات في جنوب سعد العبدالله والمشاريع كلها على الورق.. وبإذن الله إذا تم إقرار ميزانية جنوب سعد العبدالله ستكون جميعها موزعة».

بدوره، شكر النائب عدنان عبدالصمد اللجنة الإسكانية لافتا إلى أن «هناك مجموعة من القوانين المهمة تتعلق بالإسكان ونأمل التنسيق مع لجنتي التشريعية والألويات ومن ضمنها المحافظة على المناطق السكنية كسكن خاص بعد أن زاد الاستثمار في هذه المناطق ودخول شركات استثمارية على المناطق السكنية».

وقال الجمهور معقبا: «هناك تجار عقار اقتحموا المناطق السكنية بسبب قلة تكاليف الكهرباء والماء، ولن نذخر جهدا في حماية المواطن والأسرة ومكافحة رفع الأسعار وتدخل التجار في استقرار الأسرة الكويتية. وأي قانون لدى اللجنة، لن يتجاوز الشهر وسيحال للمجلس».



Source link

Scroll to Top