– شيخة الإبراهيم:
– التنسيق مع الجمعيات لاستبدال الأكياس البلاستيكية
– ضرورة التحول نحو الأكياس الورقية والمصنوعة من مواد صديقة للبيئة
– وليد الفاضل:
– البلاستيك يمكث مئات السنين من دون تحلل
– تشديد العقوبات على من يرمي الأكياس البلاستيكية في البحر أو البر
– محمد الصائغ:
– 10 ملايين طن سنوياً من البلاستيك تُلقى في المسطحات المائية
– تفعيل خطط إعادة التدوير للتحول من البلاستيك إلى المواد القابلة للتحلل العضوي
– نواف المويل:
– 15 ألف طن من المخلفات البلاستيكية… سنوياً في الكويت
– التحدي ليس التخلص من البلاستيك تماماً إنما بإيجاد البدائل الأكثر أماناً
– جنان بهزاد:
– 80 في المئة من القمامة العائمة مصدرها نفايات البلاستيك
– بحلول 2050 ستحمل البحار نفايات بلاستيكية تفوق عدد الأسماك
مجدداً، يدق خبراء بيئيون ناقوس الخطر محذرين من تنامي مخلفات الأكياس البلاستيكية التي تغزو البحر والبر لتستقر في أحشاء الأسماك والإبل والأغنام، مخلفة آثاراً شديدة الضرر على الأحياء والصحة البيئية.
ولفتوا إلى أن «النفايات الصلبة البلاستيكية في الكويت تمثل ما نسبته 13.4 في المئة من النفايات، أي ما يعادل نحو 15000 طن من البلاستيك في السنة»، ما يطرح تساؤلات عن إمكانية أن تحذو الكويت حذو دبي في فرض غرامات على مستخدمي الأكياس البلاستيكية بعد إيجاد البدائل.
شيخة الابراهيم
أكدت مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في الهيئة العامة للبيئة شيخة الإبراهيم أن «الهيئة حريصة على الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية»، لافتة إلى أنه «تم أخيراً تدشين حملة توزيع مليون كيس صديق للبيئة على الجمعيات التعاونية في محافظات البلاد، لرفع الوعي البيئي وتقليل استخدام البلاستيك الضار للبيئة».
وأضافت، في تصريح لـ «الراي»، إن «هذه الأكياس لا تحتوي على أي مواد بلاستيكية وتتميز بالقوة والمرونة، إذ يتحمل الكيس الواحد 10 كيلوغرامات، كما أنها غير سامة وليس لها أي ضرر على الكائنات الحية سواء في الهواء أو الماء أو التربة وخصوبتها، وإنما تعمل على إثرائها».
وذكرت أنه «بعد الانتهاء من الحملة سيتم التنسيق مع كل الجمعيات التعاونية ليتم استبدال أكياس البلاستيك بأكياس صديقة للبيئة»، مؤكدة أن «هذه الخطوة تعكس التزام دولة الكويت باتفاقياتها الدولية واتباعها أنظمة آمنة ذات أبعاد صحية وبيئية أفضل».
وناشدت المسؤولين في الجمعيات التعاونية والشركات والمتاجر المعنية «التخلي عن استخدام الأكياس البلاستيكية الحالية، والتحول نحو الأكياس الورقية أو الصديقة للبيئة والمصنوعة من مواد قابلة للتحلل ومواد صديقة للبيئة غير سامة للتربة وتختلط بها متحولة إلى أسمدة».
وأكدت استمرار الهيئة في «تنظيم الحملات التوعوية بالمدارس والجامعات والمجمعات التجارية لتربية جيل واعٍ بيئياً، وشرح مدى الأضرار المترتبة على استخدام أكياس البلاستيك الضارة بالبيئة والصحة، ودعوة الجميع إلى التحول نحو الأكياس الصديقة للبيئة أو الورقية أو القماشية، والتخلي عن استعمال أغلب المواد البلاستيكية من أكياس وأكواب وملاعق وأطباق لخطورتها على الصحة والبيئة».
وبيّنت أن «معظم البلاستيكات المستعملة حالياً أحادية الاستعمال، أي تستخدم لمرة واحدة فقط، ومخلفاتها تمثل عبئاً كبيراً على البيئة لأنها غير قابلة للتحلل»، محذرة من أن هناك «تأثيرات سلبية كثيرة لاستعمال البلاستيك على صحة الإنسان مثل ظهور تغيرات واضطرابات هرمونية في الجسم مثل اضطرابات الغدد الصماء، حيث إن مادة الديوكسين هي المكون الرئيسي لأكياس البلاستيك التي يستعملها معظم الأفراد حالياً، ويدخل في تصنيعها العديد من المواد السامة كما أنها تحتوي على نسبة عالية من الرصاص وعند رميها وإلقائها تحت أشعة الشمس تخرج منها غازات مضرة بالإنسان».
وليد الفاضل
بدوره، قال رئيس فريق الغوص الكويتي وليد الفاضل لـ«الراي» إن «مشكلة المخلفات البلاستيكية مشكلة عالمية، وثمة توجهان في التعامل معها: الأول هو إلغاء مادة البلاستيك، والثاني هو إعادة التدوير والحد من الاستخدام، وهذا هو ما نميل إليه مع التوعية بأهمية إعادة التدوير».
وأضاف «ننتشل أطناناً من المخلفات البلاستيكية التي تسبب أمراضاً سرطانية، وكل بحار العالم تشتكي من هذه المخلفات»، معرباً عن الأمل «في تشديد العقوبات على من يقوم برمي الأكياس البلاستيكية في البحر أو البر، لأن البلاستيك يمكث مئات السنين من دون تحلل، ونجد أن السلاحف تتغذى على هذه الأكياس ظناً منها أنه قناديل البحر».
وكشف الفاضل عن كمية المخلفات البلاستيكية التي انتشلها فريق الغوص خلال السنوات الماضية، والتي أتت كالتالي:
160 طناً في 2017
130 طناً في 2018
150 طناً في 2019
40 طناً في 2020
60 طناً في 2021
محمد الصائغ
وكشف الخبير البيئي الدكتور محمد الصائغ لـ«الراي» أن «الإحصائيات العلمية تشير إلى أن العالم أنتج ما يزيد على 8 مليارات طن من البلاستيك منذ اكتشاف البلاستيك»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه «لا يمكننا في أي حال من الأحوال أن ننكر الخدمات التي يقدمها البلاستيك لحياتنا اليومية إلا أن آثاره السلبية بيئياً بدأت تفوق إيجابياته».
وأوضح أن «البلاستيك كمادة إذا تم استخدامها والتخلص منها بالطريقة الصحيحة فإنها قد لا تشكل خطراً بيئياً، إلا أن الخلل يكمن بطريقة التعامل البشري معها وآليات التخلص منها، فضلاً عن تركيبها الكيميائي المعقد مما يجعلها من المواد الأخطر على صحة البيئة».
وأضاف: «تعاني البحار والمحيطات من آفة البلاستيك الذي يقوم البشر بإلقائه بلا أدنى وعي بما قد تشكله هذه النفايات من خطر على الأحياء البحرية، فيما تشير الدراسات إلى أن البشر يقومون بإلقاء ما معدله 10 ملايين طن سنوياً من البلاستيك بالمسطحات المائية، ومع تأثير الدوامات المحيطية تتراكم مخلفات البلاستيك في أعماق البحار حيث تؤثر بشكل مباشر وخطير على البيئة الطبيعية للأحياء البحرية، وخاصة السلاحف والدلافين و بقية الأسماك الصغيرة، حيث يعوق البلاستيك حركتها، وبالتالي حياتها الطبيعية».
وأردف قائلاً إن «بعض الأحياء البحرية قد تتغذى عن طريق الخطأ على البلاستيك، مما يؤدي إلى نفوقها بسبب تلوث أنسجتها. وتشير الدراسات المنشورة إلى أن سلاحف المحيطات معرضة بنسبة تزيد على 50 في المئة لخطر التغذي على المخلفات البلاستيكية المنتشرة بالبحار والمحيطات»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه «يجب أن تقوم الحكومة بعمل حملات توعوية مستمرة للجمهور عن خطر النفايات البلاستيكية، كما يجب على الجهات المختلفة ومؤسسات المجتمع المدني أن تقوم بتفعيل خطط إعادة التدوير والبرامج التحفيزية للتحول من البلاستيك التقليدي لبدائل البلاستيك والمواد القابلة للتحلل العضوي».
واختتم الصائغ بالتأكيد على أنه «يجب تفعيل القوانين البيئية التي تفرض المخالفات على كل من يتعمد إتلاف البيئة وتعريض التنوع الأحيائي للخطر».
نواف المويل
وبيّن عضو الجمعية الكويتية لحماية البيئة نواف المويل أنه «بمجرد النظر إلى كمية البلاستيك الذي ينتجه الفرد الواحد، سنجد الكثير مما يستطيع تجنبه ويمكن البدء في الاستغناء عنها بخطوات بسيطة من خلال تغيير العادات اليومية. وتمثل النفايات الصلبة البلاستيكية في الكويت نسبة 13.4 في المئة من النفايات، أي ما يعادل نحو 15000 طن من البلاستيك في السنة».
وأضاف المويل: «نحن نستخدم المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد لكل شيء تقريباً، بدءاً من علب مواد التنظيف والأكواب البلاستيكية وحتى بعض أكياس تخزين الأطعمة وأكياس الجمعيات التعاونية، ومن خصائص هذا النوع من البلاستيك هو ما يضمن له الاستمرار بالبيئة لسنوات عدة تصل إلى مئات السنين»، معتبراً أن «التحدي اليوم ليس التخلص من البلاستيك تماماً إنما بايجاد البدائل الأكثر أماناً وتقليل استخدامه قدر المستطاع».
وأكد أن «الكثير يقترحون حلول إعادة التدوير أو المواد القابلة للتحلل السريع، ولكنها في كل الحالات لها نتائج مماثلة فهي بالنهاية تبقى كمادة غير قابلة لإعادة الاستخدام ومصيرها المعروف الى مرادم النفايات إن وصلت لها ولم تضيع في سلسلة البقايا من النفايات في البيئة الطبيعية»، داعياً إلى «وقف استخدام البلاستيك غير الضروري في المنتجات والبضائع كونه يشكل علاجاً لأكبر التحديات التي تواجه البشرية».
وأوضح المويل أن «البلاستيك يجد طريقه إلى البيئة البحرية من مصادر عدة تختلف بالأنواع والأحجام، ومن المعروف أن البلاستيك أكبر مساهم في التلوث البحري مثل معدات الصيد المهملة أو ما يصل للبحار عن طريق اليابسة من نفايات تغسلها الأنهار وغيرها، ويقدر أن ما يصل إلى 12 مليون طن متري من النفايات البلاستيكية المتولدة على الأرض تدخل البيئة البحرية».
وأكد أن «هناك العديد من القضايا المثيرة للقلق في ما يتعلق بالتلوث البلاستيكي، ومنها الحاجة إلى فهم آثار توزيع جسيمات البلاستيك الدقيقة على البيئة البحرية والعمليات التي تؤدي إلى ترسيبها»، لافتاً إلى أن «مشكلة البلاستيك في البيئة البحرية تتراكم منذ عقود، ومن المرجح أن تزداد في المستقبل ما لم يتم تقليل استخدام البلاستيك».
جنان بهزاد
واعتبرت عضو مجلس إدارة الجمعية الكويتية لحماية البيئة مدير البرامج والأنشطة بها جنان بهزاد أن «الثقافة البيئية حول مدى ضرر البلاستيك والوعي المجتمعي بالبدائل هي الحل»، مشيرة إلى أن «جميع الحلول متوافرة والمستهلك هو من يختار والاختيار لا يحده إلا ثقافته وحرصه على البيئة». ولفتت في تصريح لـ«الراي» إلى «وجود قانون مساعد لمنع استخدام المنتجات غير الصديقة للبيئة وإيجاد البدائل المدعومة من الدولة للمستهلك وأيضاً للمستثمر، حتى يسهل استبدال البلاستيك بغيره من البدائل».
وبيّنت بهزاد أن «الجمعية تواصل مساعيها لنشر ثقافة (الشراء الأخضر) للمنتجات الصديقة للبيئة، من خلال المبادرة التوعوية نحو الصناعات صديقة البيئة (أي المنتجات الصحية وغير الضارة بيئياً)»، لافتة إلى أن «الجمعية تسعى إلى تحقيق العديد من الأهداف والغايات بطرحها مبادرة ومشروع (الشراء الأخضر) للمنتجات صديقة البيئة، ومنها تعزيز ثقافة شراء وتداول الصناعات والمنتجات الصديقة للبيئة بين جميع قطاعات المجتمع، والبضائع المحلية خاصة من المنتجات الغذائية التي تعتبر من أفضل المنتجات والتي تقلل بصمة الكربون للمستهلك».
وأوضحت أن «الدراسات الخاصة بتأثير نفايات البلاستيك على البيئة في ازدياد مع بيان أثرها، وأيضاً ما أضاف لها من أهمية هو اهتمام الأمم المتحدة بالتغلب على التلوث البلاستيكي، مما وجه العمل نحو الحد من استهلاك البلاستيك وحملات التوعية بضرره والتقليل من استخدامه»، معتبرة أن «كل فرد يستطيع التقليل من استهلاك البلاستيك في الحياة اليومية، مثل استبدال قناني المياه البلاستيكية بأخرى يمكن إعادة استخدامها، والحرص على شراء المواد القابلة لإعادة الاستخدام أو سريعة التحلل، أو حتى أحياناً يمكن الاستغناء عنها كما في حالة الأكياس البلاستيكية وغيرها من المنتجات التي تسبب عبئاً كبيراً على البيئة».
وذكرت أن «نحو 80 في المئة من جميع القمامة العائمة مصدرها نفايات البلاستيك»، مشيرة إلى أن «بعض التقديرات العلمية وفي ظل معدل إلقاء النفايات البلاستيكية مثل العلب البلاستيكية وأكياس البلاستيك والأكواب البلاستيكية بعد استخدامها مرة واحدة، تشير إلى أنه بحلول العام 2050 ستحمل البحار نفايات بلاستيكية تفوق عدد الأسماك».
وأضافت: «في كل عام ينتهي المطاف وحسب دراسات علمية وحقلية بأكثر من 8 ملايين طن من البلاستيك في مكون البحار والمحيطات والخلجان».