خالد خليفة لـ «الراي»: في «صندوق الزكاة للاجئين» نسبة العاملين عليها من الأموال… صفر

خالد خليفة لـ «الراي»: في «صندوق الزكاة للاجئين» نسبة العاملين عليها من الأموال… صفر


– نعمل مع أكبر الجمعيات الخيرية في الكويت خاصة في الزكاة والصدقات
– أعداد المهجرين قسراً وطالبي اللجوء تخطت حاجز الـ 84 مليوناً في النصف الأول من 2021
– «صندوق الزكاة للاجئين» متوافق تماماً مع أحكام الزكاة وتدعمه أكثر من 10 فتاوى
– «زكاة اللاجئين» أحد مصادر التمويل البديلة والمبتكرة بعد تفاقم الاحتياجات ونقص الموارد
– أموال «الصندوق» لمساعدة الأسر الأشدّ احتياجاً للدعم وأسر الأرامل والأيتام والمسنّين

عبر ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي خالد خليفة، عن سعادته باللقاءات التي عقدها مع عدد من الجمعيات الخيرية في الكويت، مشيراً إلى أنه تعرف على عمل الجمعيات وبحث معها إمكانية التعاون في مجال تقديم الاستجابة الإنسانية، عبر توجيه التمويل الخيري الإسلامي، نحو دعم اللاجئين والنازحين ومساعدة الأكثر عوزاً.

وأشار خليفة في حوار مع «الراي»، إلى أن المفوضية تعمل مع كبرى الجمعيات الخيرية في الكويت، خاصة في الزكاة والصدقات، لاسيما أن أهل الكويت جبلوا على عمل الخير منذ الأزل وهناك دلائل على العمل الخيري تعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي.

وذكر أن صندوق زكاة اللاجئين، ولد كأحد مصادر التمويل البديلة والمبتكرة، بعد تفاقم الاحتياجات ونقص الموارد، وبعد أن تخطت أعداد المهجرين قسراً وطالبي اللجوء حاجز الـ 84 مليوناً في النصف الأول من 2021، أكثر من 60 في المئة منهم ينتمون لدول إسلامية.

وفيما أكد أن الصندوق متوافق تماماً مع أحكام الزكاة وتدعمه أكثر من 10 فتاوى، أشار خليفة إلى ذهاب مساهمات الزكاة كاملة 100 في المئة، ومن دون أي استقطاع، للأسر اللاجئة الأشدّ احتياجاً للدعم، وأسر الأرامل والأيتام والمسنّين، كما أن الأسر المستضعفة تحظى بدعم نقدي شهري، إلى أن تساعدها المفوضية بسبل مستدامة.

وفي ما يلي نص الحوار:

ماهي أهم نتائج زيارتك التي قمت بها لدولة لكويت أخيراً؟

– الزيارة تغطي المهام الموكلة إليّ، من قبل المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كمسؤول إقليمي في المنطقة، بجانب كوني كبير المستشارين في مجال التمويل الإسلامي.

وتعد الزيارة فرصة لتقديم الشكر والامتنان لشركاء المفوضية من الجهات الرسمية والقطاع الخاص في الكويت، بالإضافة إلى المنظمات والجمعيات الخيرية.

كما تمثل فرصة لمناقشة الأوضاع الإنسانية بشكل عام، والبحث في آخر المستجدات الإقليمية على الصعيد الإنساني، في الوقت الذي تتفاقم فيه التحديات التي يواجهها اللاجئون والنازحون حول العالم، بسبب أزمات النزوح الممتدة وجائحة «كوفيد 19» وتداعياتها.

وأهل الكويت جبلوا على عمل الخير منذ الأزل، وهناك دلائل على العمل الخيري تعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي، والشعب الكويتي بقطاعيه الخاص والخيري وحتى الأفراد يجمعهم فعل الخير، ودعم أنشطة المفوضية بشكل عام، فنحن نفخر بمتبرعينا وداعمينا وشركائنا.

وكان من دواعي سرورنا أن نعمل مع كبرى الجمعيات الخيرية في الكويت، خاصة في الزكاة والصدقات، مثل جمعية عبدالله النوري، وجمعية إعانة المرضى، وجمعية تنمية، ومبرة أهل العزم.

كيف جاءت فكرة التمويل الإسلامي، لمساعدة اللاجئين والنازحين، وتقديم المساعدات لهم؟

– العمل الإنساني عمل تكافلي، وتلبية الاحتياجات الإنسانية المتنامية مسؤولية مشتركة، إذ تخطت أعداد المهجرين قسراً بسبب الاضطهاد والنزاعات من اللاجئين والنازحين داخلياً وطالبي اللجوء، حاجز الـ 84 مليون شخص في النصف الأول من عام 2021.

يعد اللاجئون والنازحون من ضمن الفئات المستحقة للزكاة، لذلك يقوم صندوق الزكاة للاجئين التابع للمفوضية، بدور أساسي في مد يد العون إلى العائلات اللاجئة الأكثر عوزاً، بهدف تلبية احتياجاتها الأساسية عبر برامج إغاثية مبتكرة.

ونشير إلى أن «صندوق الزكاة للاجئين» متوافق تماماً مع أحكام الزكاة، تدعمه أكثر من 10 فتاوى صادرة عن علماء مسلمين كبار، ودور إفتاء رسمية عريقة.

ويتمّ إيصال مساهمات الزكاة كاملة بنسبة 100 في المئة مباشرة للأسر اللاجئة والنازحة الأكثر ضعفاً.

والجدير بالذكر هنا أن أكثر من 60 في المئة من الأشخاص المهجرين قسراً في العالم ينتمون للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.

إن أدوات العمل الخيري الإسلامي كالصدقة، والصدقة الجارية، والزكاة، وأموال التطهير كانت مصدراً أساسياً لزيادة زخم الدعم المقدم للمفوضية من القطاع الخاص، لمواجهة الاحتياجات الإنسانية المتزايدة والاحتياجات التنموية، للاجئين والنازحين داخلياً والمجتمعات المضيفة في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا.

وبالرغم من تلقي المفوضية التمويل من الحكومات، إلّا أن امتداد أزمات النزوح القسري في المنطقة والعالم في السنوات الأخيرة، فاقم الاحتياجات، فلم تعد مواردنا تكفي للقيام بدورنا في مساعدة جميع الأشخاص الذين نُعنى بحمايتهم.

ولذا، فإننا نعمل على سدّ هذه الثغرات من مصادر تمويل بديلة وعبر برامج مبتكرة، مثل صندوق الزكاة للاجئين.

كيف تتم مراقبة المبالغ والحرص على تطبيق قواعد الزكاة؟

– تتّبع المفوضية برنامجاً يقوم على الشفافية في تحديد مدى استحقاق الأسر لأموال الزكاة، ومن أجل قياس الأثر وسبل التحسين، وذلك عبر التقييم الميداني لمستوى الضعف لديها وعمليات رصد ما بعد التوزيع حول كيفية صرفها لمبالغ الزكاة.

ونحن نعلم من سنوات خبرتنا في إدارة برامج المساعدات النقدية، أن اللاجئين المستحقين ينفقون المال على الأساسيات، مثل الطعام، والدواء، والإيجار، وسداد الديون. ولا تزال الكثير من الأسر المستضعفة تحظى بدعم من برامجنا للمساعدات النقدية الشهرية، إلى أن تساعدها المفوضية على إيجاد سبل مستدامة أخرى للاعتماد على الذات.

هل تستقطع المفوضية نسبة للعاملين عليها؟ كيف تحتسب؟

– يتسلم اللاجئون والنازحون المستحقّون تبرّعات الزكاة كاملة، بنسبة 100 في المئة، عبر صندوق الزكاة للاجئين، كمساعدات مالية أو عينية، وتتبع المفوضية سياسة «عدم الاقتطاع» من الأموال المخصّصة لصندوق الزكاة للاجئين، امتثالاً لأحكام الفتاوى التي تلقتها المفوضية.

إن ارتباط الصندوق ببرنامج المساعدات النقدية يقلل من التكاليف الإدارية، ويضمن المساءلة الشاملة والدقة في توقيت تقديم المساعدات.

وتقوم المفوضية بتغطية أي تكاليف إدارية متعلقة بالتوزيع من مصادر تمويل أخرى. فنسبة العاملين عليها صفر.

ما الأنشطة التي تُصرف عليها أموال الزكاة؟

– تُعتبر المساعدات النقدية من أفضل طرق الدعم وأكبرها أثراً على حياة الأسر اللاجئة والنازحة، إذ تمكّنهم من توفير احتياجاتهم الأساسية وفق أولوياتهم، وتحفظ كرامتهم. ويتمّ توزيع أموال الزكاة كمساعدة مالية في كل من لبنان والأردن واليمن والعراق وموريتانيا.

بينما يتمّ استخدام تبرّعات الزكاة لتوفير المأوى للاجئين الروهينغا في بنغلاديش. أما في نيجيريا، تُستخدم أموال الزكاة في برنامج دعم سبل كسب الرزق لمساعدة النازحين النيجيريين على إعادة بناء حياتهم من خلال إطلاق مشاريع تجارية صغيرة ومبادرات مدرّة للدخل.

تم ذكر ثمانية أصناف لمستحقي الزكاة في القرآن الكريم، في الآية 60 من سورة التوبة، في قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ).

ويندرج معظم اللاجئين اليوم تحت صنفَي الفقراء والمساكين، وكذلك أبناء السبيل، وإن كان منهم مَن تكبَّد عناء دَين، فيمكن أن يكون من صنف الغارمين.

فتذهب الأموال عبر «صندوق الزكاة للاجئين» لمساعدة الأسر اللاجئة والنازحة المستحقة والأشدّ احتياجاً للدعم، وأسر الأرامل والأيتام والمسنّين من سورية (اللاجئون السوريون في لبنان والأردن) واليمن وبنغلاديش (لاجئو الروهينغا).

ما أنواع الدعم الذي تقدمه المفوضية؟

تنفّذ المفوضية مجموعة واسعة من برامج المساعدات الإنسانية بما في ذلك توفير المأوى والرعاية الصحية والتعليم والمساعدة النقدية، وغيرها من المساعدات للنساء والرجال والأطفال النازحين قسراً، وتخصص المساعدات النقدية لتغطية نفقاتهم الضرورية مثل مصاريف الإيجار وتوفير الغذاء والرعاية الصحية وسداد الديون.

كما يحصلون في بعض الحالات الخاصة على مساعدات عينية مثل مواد الإغاثة الأساسية، والنظافة الشخصية، وسبل كسب الرزق، وغيرها.

نركز حالياً على المساعدات الشتوية، فقد زاد فصل الشتاء هذا العام من معاناة اللاجئين في المنطقة الذين يعيشون أصلاً في ظل ظروف صعبة. وهم يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية التي تقدمها المفوضية لمواجهة موجات البرد والصقيع في الأيام والأشهر القادمة.

ستعين أموال الزكاة الأسر على توفير مستلزماتها الأساسية طوال فترة الشتاء، حيث ستمنحها المفوضية مساعدات نقدية لتوفير التدفئة وعزل مساكنها، وعلى تأمين الطعام والملابس الدافئة، بالإضافة إلى الأدوية عند الحاجة.



Source link

Scroll to Top