– المذكور: الشيخ القطان عرفَته الكويت والعالم الإسلامي منارة ساطعة في الدعوة إلى الله
– القحطاني: نذر القطان حياته للدعوة إلى الله خطيباً ومعلماً ومربياً وموجهاً
دشنت جمعية الإصلاح الاجتماعي، مشروع الشيخ أحمد عبدالعزيز القطان، رحمه الله، وهو عبارة عن موقع إلكتروني مجهّز بجهود كبيرة استمرت زهاء عامين، يشتمل على مجمل الخطب والدروس والصور الخاصة بالقطان، بمستوى فني وتقني عالٍ يرقى لمكانة خطيب منبر الدفاع عن الأقصى.
وقال رئيس مجلس إدارة «الإصلاح» راعي المشروع الدكتور خالد المذكور، في مؤتمر صحافي عقد أمس بمقر الجمعية، «إننا إذ نقف وقفة إجلال وإكبار، في هذا المؤتمر، لرمز من رموز الكويت، والأمة الإسلامية، وعَلَمٍ من أعلامها الكبار، نستذكر مآثره، ونقتفي أثره، ونتلمس طريقه، ذاك الرجل الذي ما زال صوته يُطرب أسماعنا، ويشنّف آذاننا، ويزلزل قلوبنا، إنه فضيلة الشيخ أحمد القطان رحمه الله تعالى، فارس المنابر، هذا النبراس الذي عرفته الكويت والعالم الإسلامي منارة ساطعة في الدعوة إلى الله عز وجل.
ولفت إلى أن «القطان جال وصال في محراب الدعوة إلى الله تعالى، قائماً بالعلم، صادعاً بالحق، وطنياً مدافعاً عن بلاده، سيفاً مصلتاً على الظالمين والمستبدين، هادياً بكتاب الله وسُنة رسوله، للحيارى والضالين، ناصحاً أميناً لإخوانه المسلمين، لم يخش في الله لومة لائم، فوجدناه بين الناس مصلحاً اجتماعياً، ووسط الشباب مربياً ومعلماً، وعلى المنابر خطيباً مفوَّهاً، وفي المؤسسات التربوية والدعوية موجِّهاً ومُقوِّماً».
وتابع «لم يقتصر دوره الدعوي داخل مسجده ومحرابه أو بيته وبلاده، وإنما امتد ليشمل العالم الإسلامي على امتداد أطرافه، فحمل هموم الأمة على عاتقه، مدافعاً بالكلمة عن قضاياها، وصوتاً ذائداً عن حِماها، ولكن أكثر ما شغله قضية فلسطين والمسجد الأقصى المبارك، الذي أفنى عمره في الدفاع عنه، والحث على تحريره من المجرمين الصهاينة، فأسس (منبر الدفاع عن الأقصى)، وجعل منه صوتاً للمظلومين والمكلومين، وتأييداً للمجاهدين والمقاومين».
وقال: «نعم، لقد رحل الشيخ أحمد القطان بجسده، ولله دره، فما أحوجنا في هذه الأيام لمثله! ولكن رحمة الله تعالى سابقة، فقد خلَّف لنا الشيخ المبارك إرثاً دعوياً سيظل خالداً بيننا، وبصمة مضيئة في كل مكان زارته دعوته، وفي كل قلب لمسته كلماته، وحَرِيٌّ بنا أن نسعى جاهدين للحفاظ على هذا الإرث المبارك وتعزيزه في أعمالنا وحياتنا، وإخراجه في أحسن صورة، وأبهى حُلَّة؛ لتنتفع به الأجيال تلو الأجيال».
وأضاف «أخذت الجمعية على عاتقها تنفيذ هذا الجهد المشكور، والعمل المنظوم، المتمثل في (مشروع الإرث الدعوي للشيخ أحمد القطان) الذي تقوم عليه مجلة المجتمع الغراء، ونبارك ونزف انطلاق هذا المشروع إلى ذوي الشيخ الجليل وأهله وأحبابه وتلامذته من أبناء العالم الإسلامي في كل مكان، ونسأل الله تعالى أن ينفع به الإسلام والمسلمين».
بدوره، قال رئيس تحرير مجلة المجتمع الدكتور سالم القحطاني، إن «لكل عصر رجاله، ولكل ميدان فرسانه، وكان فارس ميدان الدعوة في هذا الزمان فضيلة الشيخ أحمد القطان، عليه سحائب الرحمة والغفران، الذي كانت كلماته تروي صحراء النفوس القاحلة بماء الإيمان العذب المنزّل من عند الله، بما وهبه الله تعالى من فصاحة وبلاغة تثقب الصدور وتأسر القلوب، وقد نذر حياته للدعوة إلى الله عز وجل، خطيباً ومعلماً ومربياً وموجهاً».
وتابع «منذ أن شرعت مجلة المجتمع في تنفيذ هذا المشروع المبارك، قامت بالبحث والتنقيب وجمع تراث الشيخ أحمدالقطان، رحمه الله، والمواد الأرشيفية المختلفة، من خطب ودروس ومحاضرات ولقاءات دعوية، ومؤلفات تربوية وكتابات صحافية. ثم قامت بتصنيف جميع هذه المواد بعد تفريغ الصوتي منها إلى إصدارات مكتوبة، وتمت مراجعتها وتدقيقها، بعد أن استخدمت فرق المجلة الفنية أحدث الأدوات التقنية في فلترة الصوتيات وتحسين جودتها، ليخرج هذا المشروع العظيم».
وتابع أن «المجلة تضع نصب أعينها أهمية حفظ وأرشفة التراث الفكري والدعوي والصحافي لكتَّابها ومفكِّريها وأعلام الأمة ورموزها أمثال الشيخ القطان رحمه الله، ومن واجبها تقديم هذه الكنوز التراثية في صورة حضارية لتنتفع بها الأجيال».