أكدت المديرة العامة لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتورة أمينة رجب فرحان ضرورة «تعزيز الهوية الوطنية ببناء القدرات واستثمارِ الطاقات وتطوير مناهجِ البحث والأدوات».
وفي ما يلي نص الكلمة التي ألقتها خلال الحفل:
«رُبّ همّةٍ أحيت أمة» فها نحن في مشهد إنشاء (مركز الكويت الوطني لأبحاث الفضاء)، وفي هذا المشهد أستحضر تلك المقولة الأثيرة مستشرفة همة طلبة ائتلفت من 3 فرقٍ مع مشرفين بررة من أبناء الكويت الزاهرة ممن تطوعوا – «ومن تطوّع خيراً فإنّ الله شاكر عليم» – لبناء قمر اصطناعي، ففي البدء كانت الكلمة وفي البدء كانت الفكرة فغدا الحلم حقيقة وأضحت الفكرة واقعاً، فصار القمر وطار في الفضاء محلِّقاً، فانتقل من الصورة إلى الصيرورة ومن السيرة إلى السيرورة وغدا أعجوبة يرسل إلينا من الآيات البينات معرفة ومن الصورِ أجلاها وأجملها عن كويت العطاء.
هذا المركز المزمع إنشاؤه يرمي إلى أصل عريض وبغية هي منية ألا وهي تعزيز الهوية الوطنية عن طريقِ بناء القدرات وخوض غمار الأبحاث، فالهوية الوطنية غاية تنشد وهدف يقصد وتجلٍ من تجليات المقولة التي افتتحت بها كلمتي هذه: (رُبّ همّةٍ أحيت أمة).
هذه الهمّة انطلقت من أبحاث الأرض في علوم ومعارف، ثم أدارت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وجهها شطر السماء والفضاء لتصل أبحاث الأرض بأبحاث السماء، ولترسم اسم الكويت عالياً في فضاء المجد والتاريخ ولنرى الكويت من عالم علوي بعيون كويتية وأيد أبية وهمم علية أطلقت قمرها الاصطناعيَّ من قبل، وها هي الآن تنشئ مركزها وما زال لديها الكثير لتقوله وتفعله.
(وفي الذكرى حنين ووفاء)
وإذا ما رجعنا البصر أولاً واسترجعنا شيئاً من الذاكرة ثانياً، فإننا سنجد أن هذه المؤسسة إنما هي هدية من هدايا طيب الذكر الشيخ جابر الأحمد الصباح أنزل الله على قبرِه الرحمة والغفران، ومنقبة من مناقبه ومحمدة له باقية ما أقبل صبح وأدبر ليل، لاهجة بذكرِه وشكره من قبل، وبذكر من يسير على دربه حباً ووفاء وانتماء – سمو الأمير «مشعل» الخيرِ والعطاء رئيس مجلس إدارة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي القائلِ عن طيب الذكر – وما أصدق ما قال -: (الكويت هي البقاء والوجود) حفظك الله لنا وللكويت أباً وسنداً ومعلماً مرشداً اللهمَّ آمين.
ثم الشكر كله لمن كان لهم سهم وفضل في تأسيس هذه المؤسسة والارتقاء بها من بعد، وبهذه الثلة الكويتية البحثية من البقية الصالحة التي أبت أن تقنع إلا بالتمام… تمام المجد والعلياء وتمام التحليقِ في علوم الفضاء لتنجلي الرؤية ويستوي المسلك لنقول معاً: نعم لتعزيز الهوية الوطنية ببناء القدرات واستثمارِ الطاقات وتطوير مناهجِ البحث والأدوات، فبحث في الأرض عن الأرض موجود وبحث إلى الفضاء في الفضاء مقصود وللإبداع قصة لا تنتهي، ولمسيرة المؤسسة إشراقات ننظر إليها باعتزاز وننتظر وليدها الجديد في كثير من التشوف والتشوق، وقد ارتضينا لهذا الوليد اسم (مركز الكويت الوطني لأبحاث الفضاء).
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل..
والحمد لله في بدء وفي ختم.