– التجمّعات والمناقشات غير الرسمية في الديوانيات لا تُنسى
– حظيت بدعم وتشجيع القيادة الكويتية منذ وصولي لرفع مستوى علاقاتنا الثنائية
– خدماتنا القنصلية عالجت احتياجات جاليتنا البالغة 5000 فرد
– سهولة السفر بلا تأشيرة من الأسباب الرئيسية التي تجعل الكويتيين يختارون أرمينيا
أشاد سفير أرمينيا سارمين بغداساريان بـ«قوة العلاقات الثنائية بين بلاده والكويت، التي نمت منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل ثلاثة عقود»، معرباً عن امتنانه للأصدقاء والشركاء في الكويت، على رسائل التهنئة التي نقلوها في اليوم الوطني لأرمينيا، الذي تحتفل به في 21 سبتمبر من كل عام.
ووصف بغداساريان، في حوار مع «الراي»، قبيل انتهاء فترة عمله في البلاد، تجربته في الكويت، بأنها ثرية على المستويين المهني والشخصي، لافتاً إلى أن «هدفي الرئيسي كان تعزيز علاقاتنا الدبلوماسية، من خلال تسهيل التبادلات رفيعة المستوى، والتعاون في المصالح المتبادلة، وجعل علاقاتنا الثنائية قوية ومنتجة قدر الإمكان».
وأكد أنه حظي بدعم وتشجيع القيادة الكويتية منذ وصوله إلى الكويت، «لرفع مستوى علاقاتنا الثنائية، وتعزيز العلاقات القائمة على القيم المشتركة والمصالح المتبادلة لصالح البلدين. وقد عملنا بجد لتعزيز فرص التجارة والاستثمار، وخلق شراكات تجارية واستكشاف سبل جديدة للتعاون الاقتصادي، تعود بالنفع على الشركات الأرمينية والكويتية».
وقال إن «الكويت مزيج فريد من التراث الثقافي والحداثة، وقد استمتعنا بالمشاركة في الاحتفالات الوطنية، وتذوق المأكولات الكويتية، والانغماس في المشهد الفني والثقافي المحلي. كما كانت التجمعات والمناقشات غير الرسمية في الديوانيات الكويتية لا تُنسى. بالإضافة إلى ذلك، فقد كوّنا صداقات ذات مغزى سنعتز بها لفترة طويلة، بعد أن نقضي وقتنا هنا».
وأضاف «الكويت ستظل دائماً تحتل مكانة خاصة عندي، وما سأفتقده أكثر هو الذكريات العزيزة والصداقات الدائمة التي كوّناها، ستبقى هذه الروابط والتجارب معي، وسأحملها معي إلى أرمينيا، وسأتذكر دائماً دفء ولطف الشعب الكويتي».
التبادل الثقافي
وقال إن «تعزيز التبادل الثقافي والتعليمي كان من الجوانب المهمة الأخرى لدوري، حيث نظمنا العديد من الفعاليات للاحتفال بتراثنا المشترك وتشجيع التعاون التعليمي، مما يساعد في بناء روابط ذات مغزى بين الناس، كما شاركنا بنشاط مع البعثات الدبلوماسية الأخرى لتعزيز الحوار المتعدد الأطراف، وخاصة لتعزيز تنظيم الفرانكوفونية كمنصة للتعاون العالمي».
وذكر أن «التراث الثقافي الغني لأرمينيا، والمناظر الطبيعية الخلابة يوفران إمكانات كبيرة لتوسيع السياحة. ومن الممكن أن تعمل المبادرات، مثل تشجيع الرحلات الجوية المباشرة بين عاصمتنا يريفان ومدينة الكويت، وزيادة التبادلات بين الشركات على تعزيز علاقاتنا التجارية والاقتصادية. كما تقدم الطاقة المتجددة مجالاً واعداً آخر للتعاون، ومع سعي أرمينيا إلى تنويع مزيج الطاقة لديها، واستكشاف الكويت لفرص الاستثمار المستدامة، هناك العديد من الاحتمالات للمشاريع المشتركة».
رفاه مواطنينا
وأشار إلى أن «ضمان رفاه مواطنينا في الكويت كان من أهم الأولويات، فقد قدمنا خدمات قنصلية شاملة، وعالجنا احتياجات مجتمعنا الأرميني البالغ عدد أفراده 5000 شخص، مع التركيز على رفاههم وسلامتهم، وبشكل عام، كانت تجربتي في الكويت غنية وديناميكية، مما سمح لي ببناء شراكات قوية والعمل على المبادرات التي تخدم مصالح بلدينا».
الدبلوماسية الثقافية
وقال «كانت الدبلوماسية الثقافية حجر الزاوية في علاقتنا، حيث نظمنا العديد من برامج التبادل الثقافي والتعليمي لتعزيز التقدير المتبادل لتراثنا. وهنا أود أن أؤكد على التعاون بين جامعة يريفان الحكومية وجامعة الكويت، بالإضافة إلى ذلك، شاركنا بنشاط مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لاستضافة معارض الفنون الجميلة والعروض الموسيقية، والتي غالباً ما تشمل الجمعيات الثقافية الأرمنية المحلية».
وأشار إلى أن «أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الكويتيين يختارون أرمينيا بشكل متزايد هو سهولة السفر، وعدم حاجتهم للتأشيرة، مما سهل التخطيط لرحلة مباشرة وخالية من المتاعب، كما أن الرحلة القصيرة – نحو ساعة ونصف الساعة – تجعل أرمينيا خياراً مثالياً لقضاء عطلات نهاية الأسبوع والعطلات الأطول».
السياحة في أرمينيا
ذكر السفير سارمين بغداساريان أنه «في عام 2024، احتلت أرمينيا المرتبة السابعة بين 146 دولة الأكثر أماناً في العالم. وهذا يجعلها خياراً ترحيبياً، وبأسعار معقولة للسياح الكويتيين الذين يبحثون عن الاسترخاء والمغامرة. وتتراوح الأنشطة من المشي لمسافات طويلة والرحلات، إلى التزلج والتجديف بالكاياك والطيران الشراعي والانزلاق بالحبال وغيرها من الأنشطة».
وأشار إلى أنه «إضافة للاستمتاع بجميع الفصول الأربعة، تقدم أرمينيا تجارب متنوعة على مدار العام، من الرياضات الشتوية في الجبال إلى المهرجانات الربيعية والمنتجعات الصيفية في الريف الأخضر المورق».
مساهمات الجالية
بالانتقال إلى الجالية الأرمينية في الكويت ومساهماتها في تعزيز العلاقات بين الشعبين في البلدين، قال السفير بغداساريان: «قدمت الجالية الأرمينية في الكويت، على الرغم من صغر حجمها نسبياً، مساهمات كبيرة للمجتمع الكويتي على مدى عقود من الزمن. وعاش العديد من الأرمن في الكويت لأجيال، وتركوا بصماتهم في مجالات مختلفة، مثل التجارة والتعليم والرعاية الصحية والحرف اليدوية. وقد أكسبهم تفانيهم في العمل الجاد والاحتراف والقيم الأخلاقية القوية احتراماً وتقديراً كبيرين».
الفرص الاستثمارية
رأى السفير أن «هناك إمكانيات في توسيع التعاون في قطاعات، مثل الطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات والزراعة، حيث يمكن أن تكون الاستثمارات الكويتية في هذه القطاعات مفيدة للطرفين، حيث يسعى كلا البلدين إلى تحقيق أهداف الاستدامة. وعلى نحو مماثل، يقدم قطاع تكنولوجيا المعلومات سريع النمو في أرمينيا فرصاً للشراكات مع الشركات الكويتية، وتعزيز الابتكار وتبادل المعرفة».
تجربة مؤثّرة
قال بغداساريان إن «تجربتي في الكويت كانت ثرية حقاً، سواء على المستوى المهني أو الشخصي. فمنذ اللحظة التي وصلت فيها، تأثرت أنا وعائلتي بعمق ودفء وكرم ضيافة الشعب الكويتي. وقد جعلنا الكرم واللطف والانفتاح الذي وجدناه هنا نشعر وكأننا في وطننا».